عطاء بلا حدود

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
عطاء بلا حدود

اهلا وسهلا بزوار


2 مشترك

    الغضب\الشهوة..نتائج الأنقياد لهما

    الحمراني
    الحمراني
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 144
    تاريخ التسجيل : 28/10/2009

    جديد الغضبالشهوة..نتائج الأنقياد لهما

    مُساهمة  الحمراني الثلاثاء نوفمبر 17, 2009 9:43 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام
    على أشرف الخلق و المرسلين
    محمد و آل محمد الطيبين الطاهرين
    إن جند الغضب و الشهوة قد ينقادان للقلب انقيادا ً تاما ً فيعينانه على طريقه الذي يسلكه و يحسنان مرافقته في السفر الذي هو بصدده و قد يستعصيان عليه استعصاء بغي و تمرد حتى يهلكاه و يستعبداه و في ذلك هلاكه و انقطاعه عن سفره الذي به وصوله إلى سعادة الأبد و للقلب جند آخر و هو العلم و الحكمة و التفكر و حقه أن يستعين بهذا الجند فإنه حزب الله على الجندين الآخرين فإنهما قد يلتحقان بحزب الشيطان فإن ترك الاستعانة و سلط على نفسه جند الغضب و الشهوة هلك يقينا ً و خسر خسرانا ً مبينا ً و ذلك حال أكثر الخلق فإن عقولهم صارت مسخرة لشهواتهم في استنباط الحيل لقضاء الشهوة و كان ينبغي أن تكون الشهوة مسخرة لعقولهم فيما يفتقر العقل إليه .
    و كما ذكرنا مسبقا ً أن الإنسان قد اصطحب في تركيبه و خلقته أربع أنواع من الصفات و هي الصفات السبعية و البهيمية و الشيطانية و الربانية و التي تم الحديث عنها في الموضوع
    ما هي الصفات ( السبعية و البهيمية و الشيطانية و الربانية ) ؟
    فإن طاعة خنزير الشهوة يصدر منها صفة الوقاحة و الخبث و التبذير و التقتير و الرياء و الهتكة و المجانة و العبث و الحرص و الجشع و الملق و الحسد و الشماتة و غيرها .
    و أما طاعة كلب الغضب فينتشر منها إلى القلب صفة التهور و النذالة و البذخ و الصلف و الاستشاطة و التكبر و العجب و الاستهزاء و الغمز و الاستخفاف و تحقير الخلق و إرادة الشر و شهوة الظلم و غيرها .
    و أما طاعة الشيطان بطاعة الشهوة و الغضب فيحصل منها صفة المكر و الخداع و الحيلة و الدهاء و الجربزة و التلبيس و الخب و الخناء و أمثالها .
    و لو عكس الأمر و قهر الجميع تحت سياسة الصفة الربانية لاستقر في القلب من الصفات الربانية العلم و الحكمة و اليقين و الإحاطة بحقائق الأشياء و معرفة الأمور على ما هي عليه و الاستيلاء على ذلك كله بقوة العلم و البصيرة و استحقاق التقدم على الخلق كمال العلم و جلالته و لاستغنى عن عبادة الشهوة و الغضب و لانتشر إليه من ضبط خنزير الشهوة ورده إلى حد الاعتدال صفات شريفة مثل العفة و القناعة و الهدوء و الزهد و الورع و التقوى و الانبساط و حسن الهيئة و الحياء و الظرف و المساعدة و أمثالها و يحصل فيه ضبط قوة الغضب و قهرها و ردها إلى حد الواجب صفة الشجاعة و الكرم و النجدة و ضبط النفس و الصبر و الحلم و الاحتمال و العفو و الثبات و النبل و الشهامة و الوقار و غيرها .
    و القلب في حكم مرآة قد اكتنفه هذه الأمور المؤثرة فيه و هذه الآثار على التوالي واصلة إلى القلب .
    أما الآثار المحمودة التي ذكرناها فإنها تزيد مرآة القلب صفاء و إشراقا ً و نورا ً و ضياء حتى يتلألأ فيه جلية الحق و ينكشف فيه حقيقة الأمر المطلوب في الدين و على مثل هذا القلب الإشارة إلى قوله صلى الله عليه و آله و سلم :" من كان له من قلبه واعظ كان عليه من الله حافظا ً "و بقوله صلى الله عليه و آله و سلم :" إذا أراد الله بعبده خيرا ً جعل له واعظا ً من قلبه " و هذا القلب هو الذي يستقر فيه الذكر قال تعالى ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .
    و أما الآثار المذمومة فإنها مثل دخان مظلم يتصاعد إلى مرآة القلب و لا يزال يتراكم عليه مرة بعد أخرى إلى أن يسود و يظلم و يصير بالكلية محجوبا ً عن الله تعالى و هو الطبع و الرين قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) و قال إن لو نشاء أصبناهم بذنوبهم و نطبع على قلوبهم فهم لا يسمعون ) فربط عدم السماع و الطبع بالذنوب كما ربط السماع بالتقوى حيث قال تعالى و اتقوا الله و اسمعوا ) و قال فاتقوا الله و أطيعون ) و قال : ( و اتقوا الله و يعلمكم الله ) .
    و مهما تراكمت الذنوب طبع على القلب و عند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق و صلاح الدين و يستهين بالآخرة و يستعظم أمر الدنيا و يصير مقصور الهم عليه فإذا قرع سمعه أمر الآخرة و ما فيها من الأخطار دخل من أذن و خرج من الأخرى و لم يستقر في القلب و لم يحركه إلى التوبة و التدارك و أولئك الذين يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور و هذا معنى اسوداد القلب بالذنوب كما نطق به القرآن و السنة .
    قال أمير المؤمنين عليه السلام : " إن الإيمان ليبدو لمعة بيضاء فإذا عمل العبد الصالحات نما و زاد حتى يبيض القلب كله و إن النفاق ليبدو نكتة سوداء فإذا انتهك الحرمات زادت حتى يسود القلب كله فيطبع على قلبه فذلك الختم و تلا قوله تعالى : ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) " .
    و قال الباقر عليه السلام : " إن القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئا ً من الخير و هو قلب الكافر و قلب فيه نكتة سوداء و الخير و الشر فيه يعتلجان فأيهما كانت منه غلب عليه و قلب مفتوح فيه مصابيح تزهر لا يطفى نوره إلى يوم القيامة و هو قلب المؤمن " .
    و قال الصادق عليه السلام : " إن القلب ليكون في الساعة من الليل و النهار ليس فيه إيمان و لا كفر كالثوب الخلق ثم قال تجد ذلك من نفسك قال : ثم تكون النكتة من الله في القلب بما شاء من كفر و إيمان " .
    دمتم في حفظ الله و عنايته
    *(( نسألكم الدعاء ))*
    أبو محمد البلوي
    أبو محمد البلوي
    مشرف
    مشرف


    عدد المساهمات : 117
    تاريخ التسجيل : 27/10/2009

    جديد رد: الغضب\الشهوة..نتائج الأنقياد لهما

    مُساهمة  أبو محمد البلوي السبت نوفمبر 21, 2009 10:23 am

    جــزاكـ الله خــيــر الــجــزاء عــلــى هــذا الــمــوضــوع الــقــيــم .

    أخي الحمراني :
    يعطيك العافية ....
    ننتظر جديدك .
    الحمراني
    الحمراني
    المدير العام
    المدير العام


    عدد المساهمات : 144
    تاريخ التسجيل : 28/10/2009

    جديد رد: الغضب\الشهوة..نتائج الأنقياد لهما

    مُساهمة  الحمراني الإثنين نوفمبر 23, 2009 7:01 am

    مشكوور خيو على المرور

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:15 am